بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على من منه انشقت الأسرا ر , وانجلت الأنوار , ولمقدمه الشريف هطلت أنوار الأمطار , وتبلجت مصابيح الدجى بسطوع شمس الضيا وتفتق الأنهار , وجريان السلسبيل العذب المعطار, وعلى آله بذور الهدى الأنوار المعصومين الأطهار وعلى ذرياتهم حاملي المشعل والنور و الأنوار, وسلم تسليما كثيرا على الأبرار, الأباة الأحرار , في كل زمان ومكان بالاستغراق التام في شهود المنة والطول والحول والوحدانية لك يا ألله , يا خالق النهار والليل الأليل بكثرة الصلاة على المدلل , الدال عليك بقدرتك في سحائب رحمتك بعلمك بالنملة الصماء في الليل الأليل
وسلم تسليما
الحمد لله الواحد الأحد والصلاة والسلام على النبي الرسول الأمجد وآله الطهر الميامين ذوي السؤدد و من اقتدى و اهتدى و تمسك بالعهد وسلم تسليما كثيرا منتهى الأمد و الأبد
مرحبا بفلذة الأكباد و وأحفاد الأفذاد من الصديقين و الأشهاد من أهل البيت النبوي الشريف أهل المدد و الإمداد والسلام التام الصابغ الإنعام من مولانا رب الأنام علينا و عليكم وعلى أهل الحق في هذا المكان و الزمان و في كل مكان و زمان أعظم مما في عالم الإمكان على قدر صاحب الإيمان المظلل بالغمام مولاي تاج الحسن و الإحسان و رحمة الله وبركاته أعظم مما كان و مايكون بسر الكاف و النون .
أما بعد ,
إنه لما أراد مولانا نبي الله إدريس عليه السلام أن يخلو بنفسه للعبادة ترك أرض المشرق ورحل إلى أرض المغرب ,وهناك كان الأمر يختلف من حيث جغرافية المكان و أحوال الزمان, وكان من بركات المكان أن علمه الله علم الرمل الشريف ذلك العلم الجليل فوق رمال شاطىء البحر الذي عرف فيما بعد ب: البحر الأبيض المتوسط , وكانت المنطقة تختلف على ما هي عليه الآن, و كان البحر يصل إلى علو مرتفع وكانت المنطقة عبارة عن جزر مائية عرفت في التاريخ بجزر العماليق و هي التي زارها سيف بن ذي يزن و السيد علاء الدين في رحلات استكشافهم للمنطقة.
وكان عليه السلام يصطاد السمك هناك ويتعبد الله فوق أربع قمم هناك حسب فصول السنة ,
ومكث في خلوته وغيبته عن قومه بالمشرق مدة ألف ومئتين سنة وأربعون يوما , وهو أول من علمه الله علوم الروحانية وأورثها بنيه حتى وصلت إلى أولياء الله من بنيه , وكان الجبل الذي يسكنه للعبادة في مغارة هناك يدعى عند من عرفه بجبل إدريس وهو الآن حرفته الألسن الحاقدة من إدريس إلى جبل درسة , و غاضت مياه النهر و تراجع البحر وبنيت فوق ذلك مباني و شيدت منشآت وعمر الناس الأماكن المنحسرة , وأصبحت تعرف بماء العيون ثم بماء العين ثم ب: تطاوين ثم بتطاون ثم مؤخرا بتطوان .
ولما أتى المولى إدريس بن مولانا عبد الله الكامل عليهما السلام جد الأشراف الأدارسة إلى المغرب مر على ذلك الجبل عند مروره إلى طنجة و قال : هذا مكان تعبد نبي الله إدريس عليه السلام و هناك في ذلك الجبل مرقده الشريف عليه السلام - وأشار إلى جهة القبلة - والناس يظنونه بالمشرق وهو عاد بعد رجوعه إلى المغرب وكان مرقده بها ,
و استطرد جد الأشراف المولى إدريس قدس الله سره العزيز قائلا : وسيعرف بهذه الأسرار رجل منا أهل البيت يكون منشأه هنا - وأشار إلى سفح الجبل من جهة الجنوب - روحي له الفداء .
لهذا أصبح شمال المغرب- وخاصة دائرة النور به في مثلث الأمان / تطوان -شفشاون - طنجة / ذا هيبة و نورانية يعرفها كل ذي بصيرة ويحسب حسابها كل جبار عنيد وشيطان مريد , من أجل ذلك ..... ومن أجل إضعاف نورانية و تحصين هذا المثلث الشريف تعرضت المنطقة لحملات استيطان إنسي شيطاني وتهميش عبر فترات متقطعة من التاريخ ولعزلة و انحسار سكاني عمراني , وللملاحظة فقط , فكل المدن الشمالية التي بناها أحفاد المولى عبد السلام بن مشيش عليه السلام وأصهاره قدس الله سره تنتهي بحرف النون أو يكون فيها حرف النون و تتشابه في التقسيم السكاني و نمط العمران و لها جلالة في القلوب و أمان في النفوس و جلال و روعة يحس بها الداخل إليها , و هذا من بركة الأسرار المتنوعة الربانية التي توجد فيها , لا حظوا معي : تطوان شفشاون طنجة وزان و في الجنوب طنطان , وهي مدن بناها سادة أشراف من أهل البيت وخاصة من أحفا د قطب المغرب المولى عبد السلام بن مشيش قدس الله سره .
مولاي نور الهدى قدس الله سره الشريف