’سليلة الأنوار’ Admin
عدد المساهمات : 89 تاريخ التسجيل : 12/07/2011
| موضوع: محبة و تعظيم لذرية رسول الله _صلى الله عليه واله وسلم_ الأربعاء مارس 07, 2012 10:17 am | |
| [center] قال سيدي علي حرازم رضي الله عنه وأرضاه وقدس سره وطيب مثواه في الفصل الثاني من الباب الثاني من كتاب جواهر المعاني موضحا لمحبة آل البيت الأشراف وتعظيمهم من قبل سيدنا ومولانا وعمدتنا ووسيلتنا إلى ربنا القطب المكتوم والختم المحمدي المعلوم سيدي أبي العباس أحمد بن محمد التجاني رضي الله عنه وأقر عينه وأرضاه وسقانا والأحبة من بحره في الدارين بأعظم الأواني آمين..(ويحب أل البيت النبوي المحبة العظيمة ويودهم المودة الجسيمة ويهتم بأمورهم لا يزال حريصا إلى إيصال الخير إليهم ويضرع إلى الله فيما يصلحهم ويكرمهم الإكرام ويبر غاية بهم أشد البرور ويتواضع لهم أشد التواضع ويتأدب معهم أحسن الأدب وينصحهم ويذكرهم ويرشدهم إلى التخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته، ويقول: الشرفاء أولى الناس بالإرث من رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويحض على محبتهم، وتوقيرهم والتواضع لهم والأدب معهم، ويبين عظيم مجدهم ورفيع قدرهم، ويرى أن التواني في أمورهم ومحبتهم نقص في الإيمان ولا يحب من يناويهم، أو يباريهم أو يخل بالأدب معهم، ويشدد النكير على من فعل ذلك معهم رضي الله عنه وعنهم ومتعنا برضاه آمين. ومن عظيم محبته إياهم وأدبه معهم وتواضعه لعلي قدرهم أن لا يترك من استشاره من أصحابه أن يصاهرهم مخافة تقصيرهم في شيء من الحقوق التي تجب عليه لهم أو وقوعه في بعض الحقوق، ورأيته يوما شدد على بعض أصحابه حين أراد تزويج شريفة، فمنعه من ذلك وقال له: إن فعلت فأنا بريء منك في الدنيا والآخرة. نعوذ بالله من مخالفته في غيبته وحضرته، وذلك لأجل أن لا يقع منهم ما يغضبهم ويسوؤهم فيغضب بذلك فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، ويغضب أباها صلى الله عليه وسلم ما أغضبها للحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده، والطبراني والحاكم في المستدرك والبيهقي عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه حيث خطبَ ابنتهُ الحسنُ المثنى على ابنةِ عمه فاطمة بنت الحسين رضي الله عنهما، فاعتل له بحديث "فاطمة بضعة مني يغضبني ما يغضبها ويبسطني ما يبسطها"، وبأن عنده أشبهها، وذلك يقبضها ويقبض جدتها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوافق فعل سيدنا رضي الله عنه فيمن استشاره فعل هذا الصحابي الكريم، وسلك مسلكه في الإجلال والتعظيم وإن المصاهر لهم قد يرى في نفسه شيئا من المساواة، فيخل بالوقار. كثيرا ما يوصي بتوقيرهم واحترامهم، والاحتياط في تعظيم مقامهم بعدم المصاهرة لهم مخافة أن يرى الإنسان نفسه أهلا لذلك فينكح منهم كما نكحوا منه فلا يرى لهم مزية ويستخف بمرتبتهم العلية، وهذه آفة قلبية وعلة خفية لا يراعيها ويحترز منها إلا أرباب القلوب، ومن شدة تعظيمه لقدرهم وغيرته عليهم أنه لا يحب من يخالطهم على حظ، ويخادعهم في شيء أو يكتم عنهم نصيحة ويقبح ذلك غاية التقبيح ويكره فاعله. والحاصل: إن محبته لآل البيت النبوي لم ير مثله لأحد من أهل زماننا، ولا سمعنا به بل هو شيء انفرد به وتحقق منه تحقيقا ويقينا. والمحبة وإن كانت وصفا قلبيا تُعلم زيادتها بالأحوال الدالة عليها، والأمارات المرشد إليها، وإنا لا نعلم من يحب الشرفاء ويعظمهم في هذا الزمان مثل محبته وتعظيمه، وليس ذلك بمستغرب في أمثاله، ومحبة آل النبي رزقنا الله منها أوفر حظ ونصيب من نتائج الإيمان الحقيقي وثمراته، وكذا سائر هذه السيرة المحمدية التي سار بها شيخنا رضي الله عنه مما في بيان آثارها ونشر أخبارها عبرة للمعتبرين وتذكرة للمتذكرين وتسديد للمتقين، وتأييد للموفقين وعون للموجهين ويقظة للمنتبهين ومحجة للمقتدين وحجة على المعتدين رزقنا الله بركته وضاعف لنا محبته. انتهى. وذكر العلامة الفقيه سيدي محمد الحجوجي رحمه الله، في كتابه : إتحاف أهل المراتب العرفانية، ما نصه : "وما بلغنا عن أحد من أهل وقته أنه كان يعظم أهل البيت كهو رضي الله عنه (يعني الشيخ أبا العباس التجاني) وكان لا يهدي لهم إلا الذهب، وما ثبت لدينا أنه أعطى لشريف فضة، وكان رضي الله عنه يقول فيهم : أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبحت لهم عرضي. ومن عادته معهم أنه كان لا يترك أحدا من الأشراف يقبل يده، ولا يمد رجله بحضرة شريف أبدا، وإن دخل شريف وهو ماد رجليه جمعهما ولو كان نائما". ومن شدة محبة الشيخ أبي العباس التجاني رضي الله عنه بساداتنا أهل البيت الكرام، ما ذكره الفقيه العارف بربه سيدي محمد بن يحيى بلامينو الرباطي في كناشه عن الولي الصالح سيدي محمد العربي بن السائح أنه قال : "وجه السلطان مولانا سليمان مبعوثا للشيخ سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه يسأله عن سبب امتناعه لدخول ضريح مولانا إدريس رضي الله عنه، فأجابه بأن القبة مشحونة بمقابر الأشراف، فلا يحل المشي فوق مقابرهم، ومن عرف قبر الشريف واعتمد المشي عليه دخل النار." إهـ...…ومن أدبه معهم كذلك، أنه كان من عادته رضي الله عنه أن لا يمكن يده لأحد لتقبيلها، خصوصا ساداتنا الشرفاء، وحدث يوما أن الشريف سيدي الطيب السفياني قبل يده على حين غفلة، فأمره الشيخ رضي الله عنه أن يمكنه هو الآخر من يده ليقبلها، فقال له سيدي الطيب السفياني : والله يا سيدي إن قطع يدي لأهون علي من أن تقبلها، فأجابه رضي الله عنه قائلا : كيف يقبل يدي واحد من آل البيت، والله حتى تمكنني من يدك، فمد وقتئذ سيدي الطيب السفياني يده فقبلها الشيخ رضي الله عنه.[/center] | |
|