بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
علوم الروحانية وحديث الحقيقة الغائبة :
والله الموضوع التي تطرحينه أختي الكريمة موضوع خطير و أمره عظيم و الجواب عنه لايكون إلا بالتلميح و لقد والله أجابك السيد العزيز علينا خادم الطريقة القادرية و أشفى الغليل و ناب عن كثيرين ممن يدينون الله بالاعتقاد الجازم بحقيقة الوجود الروحاني النوراني للنبوة و الولاية و آثارهما و بعلوم و أسرار آل البيت النبوي الشريف , و ماعارض و يعارض المعارضون لهذه العلوم إلا لأنها علوم آل البيت الشريف, لأن التيار العام كان سائرا في اتجاه رفض آل البيت و كل علم و كلم و أثرة من آثارهم عليهم السلام . حتى جاء أئمة الصوفية وهم في معظمهم من آل البيت الشريف فقاموا بإظهار الحق و دافعوا عنه,
و هذه العلوم تقرها كل الديانات السماوية حتى السياسيون و أرباب الدنيا يؤمنون بهذا بعدما شاهدوا برهانه في الآفاق و في أنفسهم و تأكدوا أن الله على كل شيء قدير, و يتقربون من أرباب هذا الشأن وراث هذه العلوم لأجل هذه القدرات الخارقة التي تظهر كل مرة مع قطب أو غوث أو ولي من هذه الأمة و تكثر كالمطر في أتباع أئمة التصوف , لكن لما يئس أعداء آل بيت رسول الله لأنه يمثلون – أي آل البيت – الحق و الامتداد الإلهي النبوي المتجلي أحيانا في إمام من أئمة العلم أو شيخ من مشايخ التصوف أو تيار يوالي آل البيت النبوي الشريف ,و لما يئس الأعداء و على رأسهم إبليس من القضاء و التقليل من قيمة و حقيقة هذه العلوم , قاموا بصناعة نماذج وضيعة من المشعوذين الذين يحسنون التخييل و التمثيل على الناس البسطاء بأعمال هي أشبه بالكرامة ظاهرا و هي الشرك باطنا, لكن الناس البسطاء ليس لهم ميزان التفريق بين الحق و الباطل و لا عندهم معرفة بحدود التقاطع بين الحقيقة الربانية و بين الشعوذة الشيطانية , سيما و أعمال المبطلين تكتسي و تتشبه ظاهرا بسمت الصلاح إلى حين, ثم أسسوا للأعمال الشيطانية باسم الروحانية و التصوف مع التعتيم على الصوفية الحقيقيين و محاربتهم بشتى الوسائل و في غيابهم عن وسائل الإعلام و الإتصال بالناس و تم الترسيخ لثقافة الدجل مع ربطها بالصلاح و تم خلق نماذج من ديدان القراء ممن لم تصقلهم التربية النورانية للإسلام و تم التوفير لهم كل الدعم اللوجيستيكي و التسهيل المادي و المعنوي حتى يقوموا بقلب الحقائق فظهرت تيارات و مذاهب تنتسب إلى الدين ظاهرا و لا تأخذ منه إلا القشر و ما يناسبها, ووضعوا أسس مذاهبهم على العداء المطلق لأهل الله الذين سماهم التاريخ و أهله ’’ صوفية ’’ و الذين هم في غالبيتهم من حملة الإسلام الحقيقيين و المحافظين على جوهره و الذين هم من آل بيت النبوة عليهم السلام , والحقيقة أن هناك مؤامرة تاريخية على آل بيت النبوة لم تترك شيئا من الظلم و العداوة و التقتيل و التشويه و التعتيم و المحاربة و المعاداة إلا فعلته, و أي أسلوب مهما كان خبيثا اتبعته, لأنهم لا يقرون و لايريدو ن الفضل لآل مولانا محمد صلى الله عليه و آله وسلم , لكن إذ ظهر صاحب خوارق و عنده من القدرات الروحية التي تخيف ويرهب جانبها كالتي كانت عند مولانا عبد القادر الجيلاني أو مولانا عبد السلام بن مشيش أو مولانا أبي الحسن الشاذلي أو مولانا أحمد البدوي فهؤلاء ممن نتجنبهم لكي لا يؤدننا لان القوم المحاربون المعادون لسادات آل البيت و لأهل النور الصوفية و لمن والاهم يخافون ولا يستحيون. ….
هاأنذا قد أشرت من طرف خفي لأبعاد المؤامرة و لما تحارب علوم الولاية و يتم التلبيس عليها بينما لا تلقى عشرها تنبؤات العرافين الظلمانيين و لا حتى تنبؤات نوستراداموس التي لم تلقى من التيار المعادي لآل البيت عليهم السلام أية محاربة تذكر …..و الله لا يهدي القوم الظالمين ..
هل فهمت ياأخت الإيمان لما تحارب علوم الروحانية النبوية الشريفة مع العلم أنها كانت معروفة في كل الأزمان ,و كيف ساد سوء الظن بكل أثر نبوي ورثه آل بيته عليهم السلام حتى وقع الخلط على الأمة في كل شيء حتى أصبح الحق باطلا و الباطل حقا و لاحول ولا قوة إلا بالله, و أضحى الشياطين و الجن المومنون في طائفة واحدة و كفة واحدة عدو قبل أي كلام, مع العلم أن الله سبحانه و تعالى تكلم عنهم و ذكر منهم الصالحين و منهم دون ذلك ولم يقل عنهم أنه كفار أو مشركون , لكنه قال على إبليس و سماه بالشيطان : … إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا … , وأمام هذا الخلط العجيب في الحقائق أصبح لزاما على طالب الحقيقة أن يسمع الحقيقة ممن رأى و شاهد و سمع ممن قبله بالسند الصحيح لأنه كما يورث المال و العقار يورث العلم و تورث الأسرار و الحقائق , لذلك من شرط الوصول إلى حضرة الله السلوك على يد شيخ عارف بالطريق و بجميع مراحلها و عارف بشأن السالك و طاقاته و قدراته التي عليه أن يوجهها التوجيه الأقوم خدمة للحقيقة , و شرط كذلك في السالك بعد أن يتحقق من أهلية الدال و قدرته أن يسلس القياد للشيخ المربي الدال على الله و على الطريق إليه و أن يترك كل الرواسب بل كل مايعلم مما يظنوه حقا لأنه يكون ما تظنه حقا و هو باطل ترسب فيك بفعل البيئة و رسوخ أبعاد المؤامرة التي تحدثنا عنها فتؤمن بباطل على أنه حق و تعتقد حقا أنه باطل و هو حق مفروض الإتباع والاعتقاد … وفي قصة مولانا أبي الحسن الشاذلي عليه السلام عندما جاء زائرا طالبا السلوك على يد مولانا عبد السلام بن مشيش عليه السلام خير مثال , عندما طلب منه أن يعيد الوضوء , عندها قال الشيخ أبو الحسن : خرجت من علمي وعملي إلى علم هذا الرجل و عمله …أنئذن تلاقاه في الطريق وقال له بعد أن ذكر له نسبه كاملا دون سابق لقاء كشفا منه عليه السلام قال له : أتيتنا عريانا من علمك و عملك فأخذت منا غنى الدنيا و الآخرة … . وهذه القصة خير مثال لطلاب التزكية و الترقية و السلوك النوراني الصوفي الصافي من الدجل .
.. و لهذا فالسلوك إلى الله يبدأ مع الشيخ المربي من اللحظة الأولى من لقائه أو معرفته أو اعتقاده دون سابق لقاء , لأنك إذا اعتقدت في و رجل أنه ولي لله و سلمت له القياد و كان حقا كما ظننت تنفك قيود المؤامرة الشيطانية عن قلبك و عقلك و نفسك و يزول الحجاب الذي بين النفس و العقل و الذات و بين الروح فتنكشف الحقائق بمقدار ما انكشف من الحجاب, لذلك كان الأكابر يدلون على أنفسهم لا عن دعوى ولكن لأمر إلهي لأنهم مشاهد التجلي الإلهي, إذا رأيتهم فكأنما رأيت صاحب الرسالة و إذا رأيت صاحب الرسالة فكأنما رأيت المرسل , فالنور و احد فافهم ترشد .. ثم لأن الله قد وعد أن من اعتقد أرباب الحق فإنه يتولاه و من تولاه الله ناله كل الخير فافهم ترشد , فقد مرت أمامك الأمثولات..
أما إذا كان الشيخ الذي اعتقدته ليس من أهل الصلاح بل هو صنيعة المؤامرة فالله ينوب عنه لصدقك و يكشف لك من كل وجه حقيقة الأمر حتى تتبين المحق من المبطل وتتصل بأهل الحق مهما استنقصتهم ظاهرا, لكن بشرط الصدق منك و الإلحاح و كمال الرغبة في سلوك طريق الله, لا أن تصير متصرفا ذا قدرة خارقة, فطلب هذا من المشايخ زلل و عطب فربما مقتوك من حيث لم تعلم, و لكن إذا كنت طالب الله حقا و لا ترى الفضل إلا لله و للرسول و للولي الدال على الله فضلا ورحمة, أتاك الله من علوم الولاية دون طلب منك ما تستعين به على نصرة دينه و تحقيق مطالبك العادلة المشروعة , لكن الطلب بها يفسد الطلب و هذا ما وعته أذن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام فكان الأذن الواعية و كان الأب بعد سيدنا رسول الله للسادة الأشراف و كان جد كل تقي وولي نسبا وروحا, فكل تعاليم الإسلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حملها من بعده صهره و تربية يده و الأبناء الورثة من بعده عليهم السلام فكانوا بحق خير مطبق و خير مبلغ و خير واع . .
و أقول لك ياقارئ الكلام … الحق أبلج , الحق ساطع نوره , و هل يخفى القمر , ومتى حجب الحق حتى يحتاج إلى دليل , إذا صدقت منك النية و العزم فقم في الليل وصلي وادع الله أن يدلك على الله و على أهله أهل الحق فتعرف الحق و الحقيقة بهم و تطيب منك الروح و يفرح القلب و يتنور و تصير إلى الحقيقة المحمدية أقرب كما أخبر بذلك سيدنا ومولانا عبدا لقادر الجيلاني رضي الله عنه في كتابه الفتح الرباني ….
وبه وجب الإعلام و السلام
أخوكم و خادم نعال الحقيقة المحمدية و أهلها
نور الهدى محمد نبيل الإبراهيمي الأندلسي الشاذلي
الطريقة الشاذلية المشيشية