تقرير صادر عن لجنة الأبحاث والدراسات والمتابعات لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأوربا بمركز العميد الدولي للدراسات الأستراتيجية والدولية .

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد وآل سيدنا محمد وسلم تسليما
------
22-04-2012
تقرير صادر عن لجنة الأبحاث والدراسات والمتابعات لمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأوربا بمركز العميد الدولي للدراسات الأستراتيجية والدولية .

--------
عام ونيف تقريبا مضت على الأحداث , حاول فيها ’’ النظام الغربي ’’ احتواء الأمور بعض الصدمة القوية الغير المتوقعة , يبدو المشهد الآن أكثر وضوحا و استشرافا ,
ولنبدأ سويا بترتيب المشهد :

1- السرعة المرتجلة في ترتيب أوضاع البلدان التي اجتاحها الإعصار نتيجة مرور النجم الثاقب في سماء المنطقة والتي نتج عنها :

أ - فجر ’’ الأوديسا ’’ أو السقوط الإيجابي :
يبدو أن عملية غزو ليبيا برا وبحرا وجوا أتت بنتائج عكسية تماما لما يرجوه المخططون , لم يكونوا يظنون أن ’’ القذافي سيتصلب إلى حد الاستماتة , ولو علموا لبحثوا له عن مخرج لأنه نظام استفاد منه الأسطول الخامس كثيرا في المنطقة .
في الفقه العسكري والجيو -استراتيجي , العملية التي تسقط نظاما متمردا لصالح فوضى غير منضبطة وتداعياتها رهيبة , تعد فاشلة تماما استراتيجيا وإن دمرت عسكريا , خاصة إذا كان الحسم فيها لصالح قوات معادية لم تطلق رصاصة واحدة ....
هذا الفشل الذريع يقابله انتصار سهل للطرف الآخر , لذلك فعملية فجر الأوديسا كانت فاشلة بامتياز للمعسكر الغربي وحلفائه .
ب - انتخابات مبكرة وتوافقات هجينة :
لقد ساهم الغاز القطري والعطش الغربي للبترول الشرق -أوسطي والبراجماتية الإخوانية ببوق إعلامي متنافر على امتداد رقعة الدول التي اجتاحها الإعصار في التعجيل بظهور كائنات على مسرح الأحداث لم تكن يوما تحلم أن ترى في المنام أنها على سدة وزارة بلها أن تفرزها صناديق التوافق السياسي والاستباق الاستخبارتي والتطبيع الصهيو-إخوان-أمريكي على سدة الحكم وسياسة التنفيد الحكومي , لقد أصبح أصحاب ’’ اللحى الطويلة ’’ رجال دولة ’’ ولو على شاكلة ذئاب الوادي في مسلسل
kultlar vadisi
..إنها رؤية استباقية بعيون استخبارتية بتطلعات استراتيجية لمستقبل التحولات القادمة في دنيا الصراع بين نسخ محرفة لرسالات السماوات بمنطق الطائفية والتمزيق القيمي والتمييع الديني لدولة عدل الله في الأرض القادمة بكل تأكيد
....وفي القريب العاجل سوف يتأكدون أنها كانت منطقا -أي الرؤية الاستراتيجية الغربية - فاسدا و عملية فاشلة وقرضا بمخاطر عالية جدا وبضمانات صفر بالمليون وليس بالمئة .....
سوف يظل البعير بعيرا والحمير حميرا وسيبقى دائما أهل الشرف أشرافا .....دائما .... لأنها سنة الله عز وجل .

ج- المبادرة العبرية لتمزيق اليمن :

عندما تبدأ أمريكا بالتخلي عن حلفائها فهذا يعني أنها تتعامل بمنطق ’’ إبليسي ’’ وضحه القرآن الكريم ’’ ماأنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ’’ , لقد أثبتت واشنطن دائما أنها تبيع من يخدمها بأبخس الأثمان , ولو لم تنتهي صلاحيته , إنها دائما كانت هكذا على مر التاريخ .
لقد تخلت عن ’’ الوضيع عبد الريال فاسد ’’ لصالح ’’ عبد الوضيع عبد الفتنة خرفان ’’ لكي تنقذ نفسها من أسود أشاوس على تخوم جيزان وصبيا , وهو رهان أكدت تصريحاتهم أنه رهان خاسر وسقوط مدوي ل ’’ مملكة المماليك ’’ لكنه ارتكاب أخف الضررين , اليمن اليوم صار مقسما واقعا وإن نمقت السياسة وضعه .

د- البحرين الجريح :
إن السلوك السياسي لنظام البحرين محرج لحلفائه ومحرج لممالك الغرب والشرق , و الوضع المأساوي لا يستطيع أحد أن يخبئه ورغم ذلك فالنظام مسنود بصبر البحريين أنفسهم و بتوازنات سياسية و استراتيجية وتقاطع مصالح من الطرفين بوعي أو دون وعي , يبدو أن الوضع هناك مقبل على انفلات ستؤدي ثمنه المماليك العربية كلها , وعلى هيجان شعبي غير مسيطر عليه , سوف تستجدي أمريكا إيران من أجل أن تتدخل لسلامة الطواقم العاملة في الأسطول الخامس الأمريكي , سوف يكون الوضع كارثيا هناك وعلى دول مجلس التعاون الخليجي إن استمر الوضع على ماهو صائر إليه .

ه- ’’ الوضع الملتبس ’’سوريا’’ :

لم يكن يتوقع الغرب أن يصمد الأسد ونظامه كل هذا الصمود ويبدو أن ما كانت ترجوه في ليبيا على الصعيدين المنطوق به والمفهوم لم يتحقق ولن يتحقق , ذلك لأن بشار الأسد في سوريا لم يكن مجرما ولا فاسدا , نعم يحتاج النظام ككل إلى إصلاح وإصلاح عميق وهذا حدث فعلا نظريا لولا العرقلة التي يجدها النظام لتفعيل إصلاحته , كل منصف سوف يرى أن ما أعلن عنه بشار الأسد كان مفاجئا للغرب على مستوى الإصلاح الهيكلي لنظام استخباراتي قمعي رهيب ورثه سياسيا , ولم يجرؤ أحد في التاريخ السياسي المعاصر أن يتنحى قانونيا ودستوريا بإصلاحات شاملة مثلما فعل بشار الأسد , مكامن الفهم في قضية الشام هذه أن الغرب لا يريد من بشار الأسد هذه الإصلاحات ولا يريد له أن يتنحى كما فعل وعلى طريقته , إنها تريد أن تهينه وتهين من خلفه حلفائه , وهذا ما فهمه حلفائه وغالبية شعب سوريا بعد هذه الأحداث , الوضع الآن بالشام مفتوح على تكسير عظم لكي يستطيع الغرب زج كيان بشع بنيولوك غريب حماية لأمن الكيان الصهيوني القومي والاستراتيجي , هي عملية كسر الطوق , والطرفان يتصارعان لكسب الرهان , مرحليا لا يبدو أنهم استطاعوا أو هم على وشك , والخطة البديلة وهي الأردن جنوبا , لذلك يبدو لنا أنهم سوف يعملون على إيجاد منطقة أمنية عسكرية غير معلنة بشمال الأردن تزعج سوريا جنوبا بإزاء منطقة عسكرية بامتياز شمال سوريا ولو على أعتاب عنتاب وأورفة , سوف ينزعج النظام الأردني كثيرا من ذلك وسيكون ذلك بداية انهياره , وسواء سمح بذلك أو لم يسمح فالنظام الأردني لم تعد له إلا ورقة واحدة وهي الضفة الغربية , لذلك يسرع الاستيطان عمله من أجل استنفاذ هذه الورقة ...يبدو الوضع متشابكا ولن يزيده الوضع السعودي
والقطري إلا تشابكا ...

و- صراع الإخوة الأعداء آل سعود :

يبدو أن الوضع السعودي هش سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وحتى عسكريا بالشكل الذي يبدو ماثلا ...
الحساسيات القبلية والنعرات والتنافس بين الجيل الثالث من أبناء عبد العزيز آل سعود أصبح حديث الصالونات السياسية و غرف الدراسات , ذلك أن الوضع بالسعودية يأخذ حيزا مهما من عمل أجهزة الاستخبارات الغربية عموما والبريطانية والأمريكية والصهيونية خصوصا , وبعد المكر السياسي والتحريض الطائفي واللامبالاة بقضية فلسطين الذي مارسه النظام السعودي طوال تاريخه إلا لماما والمشاركة في زعزعة الوضع بمنطقة الشام سوف لن يتمنى بقاءه أحد , وسيكون لسقوطه وتفتته تداعيات خطيرة على المنطقة وعلى العالم كله , والنظام السوري لازال لم يستعمل لحد الآن أوراقه التي تخشاها دول الخليج جميعا وخصوصا السعودية , وإن أية تفكك في نظام الدولة سوف يجعل بترولها نهبا للأقوى في أمرائها , ولذلك نرى أن النظام السعودي لا يعني للغرب شيئا إلا من حيث ما له من احتياط بترولي وأرصدة مالية , لذلك نرى أن إيفاد رجال استخبارات رفيعي المستوى للسعودية مرده إلى ضبط الوضع قبل الانفجار أو التحكم في توازناته على غرار ما يحدث بين آل ثاني و آل حمد في قطر , وبين آل نهيان وآل مكتوم في الإمارات , الوضع مرجح لتناحر عائلي ناجم عن ترتيبات أمنية وتموقعات محورية , يفضي إلى الضبط أو فقد الزمام لأحداث ما بعد عبد الله بن عبد العزيز , سياسيا سوف تتغير خريطة الشرق الأوسط بكامله , سوف تسقط الملكيات تلو الأخرى , لأنها ربطت مصيرها بمصير الغرب سياسيا واقتصاديا واستراتيجيا , سوف تتوالى الانقلابات والتصفيات والترتيبات في العمق حتى تطفو للسطح في يوم تكون استراتيجية أمريكا شعارها ’’ البيت الأبيض أولا , لا كازا ولا تازة ولا غزة ’’ و واشنطن قبل طانطان ولوس أنجلس قبل الدوحة وشيكاغو قبل الرياض ....يومها تماما سيدركون كم كانوا مخطئين .

ز- الوضع الأوربي :

-- أزمة مالية متفاوتة المخاطر بتداعيات اجتماعية كارثية على الوضع السياسي , في إسبانيا حكومة تصريف أعمال أو حكومة إنقاد وطني .
في فرنسا الوضع سياسيا في صالح الجميع إلا ساركوزي , ساركوزي المحبط نفسيا المدمر أسريا , ياله من وضع صعب , الفرنسيون يقولون : إلا ’’ ساركو ’’ وليكن من يكون , حقيقة , الجمهورية الفرنسية الخامسة تنهار من الداخل , قد لا تتخطى فرنسا صعابها بتاتا وقد لا يستطيع ’’ الثعلب الفرنسي ’’ أن يكون فرنسيا كما كان , سوف لن يستطيع جني ثمار ’’ فجر الأوديسا ’’ لأنه حتما سوف يكون منبوذا .
وفرنسا مقبلة على اشتراكية بنغمة لبيرالية , سوف تنكفئ على أعطابها , سوف لن يكون بمقدورها تصريف أعمال المستعمرات السياسية التابعة لها من خلال النهج الديغولي , سوف تتهاوى مجالس البارونات كأحجار الدومينو , وستتراخى قبضة فرنسا عن جغرافية أمنها القومي الاستراتيجي ولغير رجعة .

* في ألمانيا صعود قوي للنازيين الجدد بنفس الرايخ الألماني القديم , سوف تكون ألمانيا دولة ممانعة لمحور أمريكا -بريطانيا - الكيان الصهيوني , سوف تكون بجانب روسيا في حربها القادمة ضد النفوذ المتآكل للماسونية السياسية وبعنوان اقتصادي -سياسي و بقسوة عقائدية , ذلك لأنها تعرفهم جيدا ,

في إيطاليا : الوضع شبيه بفرنسا و المافيا تطفو من جديد بشكل دراماتيكي وبقانونية الغاب و بوجه جديد لحقوق الإنسان , سوف تتحول لومبارديا لمنطقة نزاع بين أثرياءها

الوضع التركي :

تركيا العثمانية التي رفعها حزب العدالة والتنمية لم يعد شعارا براقا , لقد خسر أردوغان حزبه وضعا مريحا ومستقبلا زاهرا , ليس هناك إلا طريق واحد أمام الدولة العميقة , إنه الاغتيال السياسي المبكر , والتلويح بدم عثمان , أو سوف تنهار أسطورة ’’ العمق الاستراتيجي ’’ , قد يبدو الخيار في صاحب الكتاب , غير أن مفجأة الحرب الطارئة بالجنوب سوف تربك الحسابات الجارية , ربحت تركيا من علاقتها الاستراتيجية مع سوريا الكثير , لم يكن أحد يعرف الأتراك في العالم العربي ولم يهتم أحد لبضائعهم ولا لتاريخهم , غير أن سوريا نجحت في أن تجعل من تركيا ضيفا محببا للعرب و مطلوبا بامتياز...لهذا سوف تخسر تركيا الأردوغانية كثيرا من أجل خيارها الأخير , سوف لن يكون بوسعها إلا أن تستمر بعدائها الطارئ ضدا على قيم الإنسان والتاريخ والجغرافية واليد المنيحة ....

الوضع المغاربي :

أ - المغرب :
يبدو الوضع في المغرب على حافة بركان خاصة في المحافظات ذات الكثافة السكانية والعمالية العالية , يبدو أن جيوش العاطلين من حملة الشهادات والبطالة سوف تجعل الحكومة الشبه ملتحية أمام عصيان مدني غير مسبوق , سوف لن تمهلها الجموع الغاضبة العاطلة فرصة التمكن من دواليب السلطة ,وبإيعاز من متضررين سياسيا سوف تلقى أمامها القنابل العنقوذية والمسيلة للدموع , اللوبي الفرنسي الذي ظل مسيطرا منذ زمن سوف يغير تموضعه الاستراتيجي لصالح لعبة التوازنات ذات النفس القصير , والمالية العامة والمصالح العليا والملفات الاستخباراتية أوراق يحسن استعمالها , الإصلاح الدستوري بصلاحيات متحكم بها أمنيا واستراتيجيا سرعان ما ينهار في ضوء الأحداث القادمة , الجميع حريص على ألا تتكرر سيناريوهات مثيلة بدول ما أطلق عليه بالربيع العربي , غير أن الحسابات الدولية المتغيرة سوف تعجل بنزاع أشد وقد يكون مسلحا على حدود الصحراء , وسوف تتنكر قوى الغرب لجهود المملكة على مستوى التعاون الأمني الاستراتيجي وسوف توليها ظهرها لصالح دويلة تؤمن بها طريق السيطرة على نفط وغاز الصحراء ....سوف يتأسف المسؤولون المغاربة على سنوات من التعاون اللامشروط مع سيدة ثرثارة وخائنة مثل واشنطن ...سوف تفضل مصلحتها كما دائما

ب- الجزائر :
يبدو أن القبضة العسكرية الأمنية في الجزائر سوف تتراخى عن الجنوب الصحراوي لصالح عصابات متحكم بها من وراء الأطلسي , موقع الجزائر الجغرافي والمحوري والاستراتيجي لضبط الصحراء سوف يتحول تدريجيا إلى الشمال حيث الصراع السياسي على أشده , الجزائر صمام أمان المنطقة من فوضى الجماعات المسلحة , والحدود المغربية الجزائرية سجال سياسي لا يخدم الطرفين , سوف تضطر القيادة السياسية الجديدة للجزائر لفتح الحدود في وقت متأخر من ولايتها السياسية القادمة , سوف يكون يومها الرئيس بوتفليقة في عداد الأموات , لازال الغرب يحتاج الجزائر كما هي عليه , بينما لا تريدها الدول الخليجية كذلك , وصراعها الخفي مع المغرب يخدم المصالح الصهيو -أمريكية العليا , ومع تغير التوجه الاستراتيجي القادم لفرنسا سوف لن يكون بمقدورها الصمود وبحوزتها المليارات من الدولارات أمام أزمة عالمية خانقة طويلة الأمد .

ج - تونس :
في تونس الخضراء كما يسمونها , يوجد الصراع القطري والسعودي على أشده , والوضع السياسي غير مستتب بالشكل الذي يجعل الجمهورية التونسية تعيد ضبط المنطقة المغاربية استراتيجيا كما كان معد لها سلفا , ويبدو أن الوضع الليبي ساهم كثيرا في تأخير نشوء ’’ البروليتاريا السياسية ’’ الجديدة , رسميا لم تعد تونس تراهن على الدور القطري والدور السعودي إلى أفول , والمقايضة قائمة بين نموذج تركي عثماني أو بين إيراني مقاوم للتطبيع مع الكيان الصهيوني , وفرنسا المبتزة لم يعد لها المخلب التونسي ذات قيمة استراتيجية -اقتصادية , ويبدو أن تونس مقبلة على ثورة أعمق وأكثر عنفا من ذي قبل ...إذا لم يصغى لصوت الشعب الحقيقي .
د- ليبيا :
ليبيا المنهكة والمدمرة بصواريخ النيتو والكتائب القذافية , تبدو مفتوحة على إمارات على شاكلة عجمان و الشارقة وأبو ظبي ودبي , وبدون مجلس انتقالي , وتبدو الأربعين سنة الماضية كأنها يوم وليلة , وكأن القذافي كان حلما بشعا ’’ كوشماغ ’’ أرعب الليبين في ليل حالك واستفاقوا معه على لبييا بدون الملك إدريس السنوسي , الدور القطري في ليبيا أنهى مهمته , والدور الفرنسي لم يعد موجودا , والخطة الدولية كانت فاشلة بامتياز , لقد فتحت منطقة الصحراء على رؤية أمنية مخيفة للغرب دون أن تشعر , لهذا فدولة للطوارق على الحدود الجنوبية من النيجر حتى موريطانيا مدعومة بدويلة صحراوية جنوب المغرب قد يكون خيارا مريحا من جماعات القاعدة المتفلتة , والتي سوف تنقل برا وبحرا وحتى جوا إلى بلاد الشام وشمال الجزيرة حيث المعركة القادمة بين الأتراك وسوريا وفلول آل سعود وعلى تخوم العراق بإزاء دولة الأكراد العالمية , إنه سايس- بيكو جديد , بجانب تقسيم دول المنبع بالنيل الأعلى مرورا إلى السودان المقبلة على حرب استنزاف الغرض منها حصار مصر مائيا والانتقام منها لأنها ثارت على حليف الغرب الإستراتيجي ,

ه- مصر :
يبدو أن مصر المحروسة ستظل مصرا محروسا رغم الحصار الاقتصادي والسياسي والفوران الشعبي , قد يحجم الدور الإخواني السلفي بمصر لصالح قوى أكثر اعتدالا وأحسن سياسة وأكثر أمانة , سوف ينشأ في مصر ’’ جيل نجيب ’’ بامتياز وسيتمكن بسرعة ملفتة لدرجة التحكم بالسلطة رغم كيد واشنطن , سوف يكون المستقبل في مصر لجيل الشباب النقي الطاهرالذي لم يتسخ بنتن الزواريب السياسية العفنة , سوف تعود مصر بشعبها الأبي لأصالتها التي كانت عليها أيام دولة بني فاطمة الزهراء عليها السلام بنت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ....إنها مصر الفاطمية التي سوف يشارك جيشها الكبير في تحرير القدس وكل فلسطين , لهذا سوف يعمل الغرب المتصهين على الحيلولة دون بلوغ ذلك , لكنه لم ولن يستطيع ...

د- فلسطين المحتلة :
سوف تتغير موازين القوى لصالح المقاومة الشعبية الغير المنتمية سياسيا , سوف تكون عصية على الحسابات السياسية , سوف تتراجع مكانة بعض الفصائل الفلسطينية لصالح تيار شعبي عارم يدعو للعودة الفورية لفلسطين من كل دول الجوار ,سوف تقيم دولة الإحتلال الصهيوني جدارا أوسع مما هو عليه الآن بغية تطويق البلاد بسور أمني , سوف تعمل الوكالة اليهودية العالمية جهدها لترحيل كل يهود العالم إلى ’’ أرض الميعاد ’’ سوف تضع ثقلها السياسي والاقتصادي والأمني والاستخبارتي والعسكري لصالح إنجاح هذه العملية وبطرق أكثر قسوة مع يهودي العالم المناهض بعضهم للفكرة والخائف من الوضع الخطير بفلسطين , سوف تفتعل هجمات ضد اليهود في كل العالم لكي توهمهم أن أمانهم سيتحقق على أرض فلسطين , سوف تسبب عملياتها الأمنية والاستخباراتية فزعا في اليهود الذي سوف يضطرون لبيع ممتلكاتهم والرحيل إلى حيث الاستعداد للقاء ’’المسيح المخلص ’’ سوف تتكفل أحداث المنطقة بجعل رحيلهم يكون بالألاف وبمساعدة الأنظمة والدول المتحكمين بها , وسوف تنزعج الدول المتضررة من عملياتها أيما تضرر خاصة أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا , سوف تتحرر ’’ إسرائيل ’’ من عقدة الكتمان والتستر لصالح الجهر بيهودية دولتها وطابعها الديني و دورها التمهيدي لدولة المسيح العالمية الذي سيحكم العالم من خلال القدس , سوف تفجر هذه الطموحات المستحيلة والانقلاب الجذري ضدا على قيم الديمقراطية والدولة المدنية المنشودة التناقضات الموجودة في المجتمع ’’ الإسرائيلي ’’ , سوف لن تتحقق هذه الأوهام والأحلام رغم التخطيط , سوف تظهر أحداث داخلية وخارجية تجعل حلمها مستحيلا , وسوف لن يحكم اليهود العالم من خلال ’’ أورشليم ’’ ومن قداسة ’’ الهيكل ’’ المزعوم , سوف يحترق اليهود الصهاينة بكيدهم وسوف يرتد عليهم , لأنه كتب الله : ( إذا اجتمع اليهود ليحتلوا أرض القدس ويهودونها أنه سوف يمحوهم من الوجود ..) .

مع تحيات

فريق العمل بلجنة الدراسات والأبحاث
سكرتير اللجنة
محمد شمس الدين العالم
-----------
كل الحقوق محفوظة
لمركز العميد الدولي للدراسات الإستراتيجية والدولية
لندن - بريطانيا

المصدر:

https://www.facebook.com/pages/%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%84%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9/286945471327192