بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد و على ال سيدنا محمد
اقدم الى زينبيات هذا المنتدى و الى كل زينبية حرة في هذا العالم, امراة حرة مشت على خطى_ بنت الامير و السيدة الزهراء,اخت السبطين عليهم السلام_
" السيدة زينب عليها السلام"
فاستحقت باستحقاق الهي الشهاادة فكانت ممن قال الله تعالى فيهم (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ )
الشهيدة أم ياسر الموسوي
هي السيدة سهام الموسوي من مواليد بلدة النبي شيت في البقاع، وزوجة أمين عام حزب اللَّه الأسبق السيد عباس الموسوي (قده)، شاركت زوجها رحلته العلمية الجهادية من لبنان إلى النجف فلبنان، واستشهدت معه وابنها حسين في بلدة تفاحتا بعد استهدافهما من قبل العدو الصهيوني في ذكرى استشهاد شيخ الشهداء راغب حرب (رض).
بعد تطورات الأحداث السياسية في العراق بين الحركة الإسلامية هناك ونظام صدام حسين اضطرت الشهيدة أم ياسر وزوجها السيد عباس الموسوي رضوان اللَّه تعالى عليهما إلى ترك النجف الأشرف ميمّمين وجهيهما شطر أرض آبائهما في البقاع اللبناني، حيث بدأت الحركة الإسلامية تشهد نهضتها. وقد كانت السيدة أم ياسر بما حصّلته من تتلمذها على يد زوجها السيد عباس (رض) والشهيدة بنت الهدى تسعى لنشر المعرفة الدينية والإسلامية في ربوع لبنان فشمّرت عن ساعد الجدّ وبدأت مع السيد عباس واخوانه تأسيس صرح علمي في مدينة الشمس يهتمّ بالاخوة والأخوات وينير سماء الوطن برواد من مجاهدي ومجاهدات الحركة الإسلامية.
كانت السيدة أم ياسر المدرِّسة في حوزة الزهراء (ع) والمحاضرة والمربية القديرة والأم الحنون سالكة مسلك سيدة نساء العالمين جدتها ومصطفية إياها على كل أمر آخر في حياتها. وكانت صادقة في حياتها وفي تطبيق ما آمنت به، إذ تروي إحدى الأخوات شهادة لها على جهاد السيدة أم ياسر جنباً إلى جنب مع سيد شهداء المقاومة الإسلامية، وتقول: .. وإن أنسَ فلا أنسى كلمات السيد الشهيد للسيدة أم ياسر وهما يتسلقان التلال المباركة في جبل صافي الذي يشهد على حضور السيدة الغالية،« إذا كان حظك كبيراً يا أم ياسر يكون نصيبك قذائف إسرائيلية» فتردّ الشهيدة بابتسامة رضى وتسليم للَّه تعالى.
كانت السيدة أم ياسر مواسية دوماً لعوائل الشهداء، فكانت تسرع إلى بيت كل شهيد يسقط تمسح رؤوس أيتامه وتواسي الزوجة الثكلى، وتهدىء من روع الأم المفجوعة.
لقد تعرّضت الشهيدة أم ياسر إلى بلاءات متنوعة في حياتها وكانت كالجبل الصامد لا تتأوّه، ولا تشكو؛ كجدتها زينب (ع) متصفة بخصلتين من أخصّ صفاتها هما الكرم والتضحية، وقد كانت سعة صدرها ووفاؤها وثباتها في الشدائد وشجاعتها وإقدامها من سماتها الظاهرة.
ويمكن أن نسجّل من خلقها الرفيع أنها كانت تؤثر على نفسها وأولادها كل طالب حاجة، وتحبوه بكل جديد تاركة لأهل بيتها أغراضها القديمة. وفي شهادات عارفيها أن امرأة فقيرة .. سألتها كسوة لأطفالها: فما كان من الشهيدة أم ياسر إلا أن أعطتها كسوة جديدة لأحد أبنائها لم يكن قد لبسها بعد. وعندما رجع ولدها وعلم بما حدث، حزن على كسوته التي ذهبت. فما كان من الأم إلا أن قالت له: يا بنيّ ستكون الزهراء (ع) غاضبة منك كثيراً إذا عدْت لهذا الموقف... وقرأت عليه آية« ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا».
وفي نفس السياق، وفي موقف آخر، دخلت عليها امرأة فقيرة تسألها أموالاً، ولم يكن في البيت أي مبلغ من المال، فسألتها أن تأخذ أي شيء من البيت تحتاج إليه، فقالت المرأة: أريد سجاداً لأنه لا يوجد في بيتها أي شيء يغطّي الأرض في ذلك الطقس البارد؛ فما كان من السيدة أم ياسر إلا أن حمّلتها ما أرادت من السجاد المفروش أرضاً.
وعندما همت المرأة الفقيرة خارجة حاملة السجاد بين يديها، استوقفتها الشهيدة أم ياسر وطلبت منها الدعاء إلى اللَّه سبحانه وتعالى أن ينوّر قبرها. فأجابتها المرأة بأنها سوف تدعو لابن السيدة أم ياسر المريض بالشفاء، لكن الشهيدة عادت وأصرّت عليها أنها لم تطلب شفاء ولدها بل أن ينوّر اللَّه قبرها.
من البقاع إلى النجف، ومن النجف إلى البقاع فبيروت والجنوب بان معدن السيدة أم ياسر ومعدن زوجها طاهراً أصيلاً، منسكباً من أطهر معين وأشرف مخلوق محمد (ص). وهمة من حيدرة (ع) تزرع أنّى حلّت مواسم خير وأجيال واعدة وتجري ببركتها فرات الماء إلى كل مظلوم ومعذب وموعود.