من اجمل ما قرأت للشاعر نزار القباني....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سأل المخالف حين أنهكه العجب : هل للحسين مع المحبين من نسب؟..
لا ينقضي ذكر الحسين بثغرهم وعلى امتداد الدهر يوقد كاللهب
وكأن لا أكل الزمان على دم كدم الحسين بكربل...
اء ولا شرب
أو لم يحن كف البكاء فما عسى يبدى ويجدي والحسين قد احتسب
فأجبته : ما للحسين وما لكم يا رائدي ندوات آلات الطرب؟!..
إن لم يكن بين الحسين وبيننا نسب فيكفينا الرثاء له نسب
والحر لا ينسى الجميل ورده ولئن نسى فلقد أساء إلى الأدب
يا لائمي حب الحسين أجننا واجتاح أودية الضمائر واشرأب
فلقد تشرب في النخاع ولم يزل سريانه حتى تسلط في الركب
من مثله أحيى الكرامة حينما ماتت على أيدي جبابرة العرب؟..
وأفاق دنيا طأطأت لولاتها فرقى لذاك ونال عالية الرتب
وغدا الصمود بإثره متحفزا والذل عن وهج الحياة قد احتجب
أما البكاء فذاك مصدر عزنا وبه نواسيهم ليوم المنقلب
نبكي على الرأس المرتل آية والرمح منبره وذاك هو العجب
نبكي على الثغر المكسر سنه نبكي على الجسد السليب المنتهب
نبكي على خدر الفواطم حسرة وعلى الشيبة قطعوا إربا إرب
دع عنك ذكر الخالدين وغبطهم كي لا تكون لنار بارئهم حطب