بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى ال سيدنا محمد
اعلم رعاك الله أن طريق الله واحدة هي طريق الأمم الربانية من ركب الأنبياء عليهم السلام حتى ختمت بالنبي الخاتم عليه الصلاة و السلام وعلى آله , ثم بدأت دورة الأولياء بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأصبح هو الإمام بعد النبي لأولياء الأمة قاطبة وظهرت الإمامة فيه و في نسله فكانوا المعصومين بعصمة القرآن و أسراره و عصمة الولاية و عصمة الإمامة فأهلهم الله للخلافة عنه في الأرض, وحال بين خلافتهم حال الناس يومئذ فرفع الله الخلافة الظاهرة عن الناس و حرموا نعمة العدل الإلهي المتجلي في خلافة الأئمة الأطهار ,ولو سارت الخلافة في المؤهلين إلهيا لما سفك دم و لا افتقر عبد و لارتفع الكفر من الأرض نهائيا, ولكن سبق في علم الله أن الأمة ستخطئ خط الإمامة و سيبقى ذلك متصلا حتى موعد آخر في الوقت المعلوم يستحقها قوم ادخرها الله لهم , فيظهر ثاني عشر ولي و إمام و خليفة مبشر به في الكتب السماوية كلها و في كشف الأولياء بعد ولادته من تلامذته .
وفي حياة الرسول صلى الله عليه وآله وفي حياة الأولياء الأئمة عليهم السلام أخذ عنهم أصحابهم أسرار الطريق و أنوارها كل حسب استعداده و استمداده ثم بعد غيبة الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام أخذ الناس علوم الدين والطريق من تلامذته وتلامذة آباءه و أجداده , وظهرت بإزاء ذلك كيدا من سلاطين وقتهم ’’ مدارس ’’ تدعي أن لها الإرشاد الروحي و العلمي و الفقهي بأسانيد موضوعة تنافس أهل الحق على كسب أعداد من الناس لم يتشكل وعيهم العلمي وبنيانهم الروحي بعد في حرب شديدة لإتلاف علوم الحق وأهله ,
( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم و الله متم نوره ولو كره الكافرون ) , ثم بعد تغيرات تاريخية بفعل الدهشة من غياب منصب الإمامة و الدلالة و الولاية حافظ فيها ’’ الخط السليم ’’ على سلامة و متانة بنيانه الروحي و العلمي و الرباني في كلمة واحدة رغم التواجد الجغرافي شرقا و غربا واختلاف التسميات حسب الإمكان و الوسع في جو مشحون بكراهية أهل الحق من أولياء الله , فظهر في المغرب خط السادة الفاطمية السالكين مذهب أهل البيت و مشرب العرفان الصوفي وانتقل معهم إلى تونس ثم إلى مصر التي عرفت نقلة نوعية في هذا المضمار لازالت نفحاته سارية في رمالها و نيلها و ساكنيها , فظهر أول تجلي حق للتصوف الجامع بين الجلال و الجمال على مذهب الأطهار القادم من جيلان شمال إيران ليصبح أول غوث يصرح بمقام القطبية النائبة مناب الإمامة المعصومة في العراق المجيد في بغداد الكاظمية وهو المعظم الفخم المولى عبد القادر الجيلاني قدس الله سره ,
ولعل شهرته أطبقت الأفاق ببركة إلهية و ربانية خطه وقوة الصدع الملكوتي فيها بإذن مولانا صاحب العصر و الزمان وبتوجيه لا نعلم حقيقته من مكان غيبته , حتى استعملت شهرته من قبل أعداء أهل الحق ليغطى بها على مقامات الأئمة الأطهار عليهم السلام- ولا ذنب له- لتفريق مسلمي العراق ولا زالت الخطة سارية المفعول إلى اليوم , ثم بعدها انتقل المقام إلى المولى أبي يعزى الغوث قدس الله سره ببلاد المغرب مع تنوعه في أقطاب عرفانية ظهرت في زمن واحد ومتقارب كالسيد الرفاعي المقدس عليه السلام ثم سرعان ما انتقل إلى المولى السيد الحسيني أبي مدين الغوث عليه السلام ببلاد المغرب ثم عبر القطبانية العظمى للقطب المقدس المولى عبد الرحمن المدني رضي الله عنه عليه السلام إلى الغوثانية المعظمة للسيد المعلى صاحب الجبل المولى عبد السلام بن مشيش عليه السلام حفيد المولى إدريس الأكبر بن الإمام عبد الله الكامل بن المولى المقدس الحسن المثنى بن مولانا الإمام الحسن المجتبى بن مولانا أمير المومنين الإمام علي عليه السلام والمعظمة فاطمة بنت سيد الوجود صلى الله عليه وآله وسلم .
وأخفى مقامه و هو الرجل المتصرف بإذن من له الإذن , و لأنه كان يعرف أي مكان هو فيه , ثم انتقل المقام بإذن صاحب الأمر إلى الباحث عن قسمته من العراق وهو المغربي ميلادا من نسل الأطهار الجامع بين النسب الحسني الإدريسي و النسب للأئمة الأطهار وهو المولى المقدس و الغوث المفخم سليل العترة السيد الإمام الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله الشاذلي عليه السلام والرضا والرضوان .
الذي قيل له : ياعلي من لم يأتي من بابك من بعدك فلن يعرفني و من حاد عن طريق الهدى ضل و ستحي ياعلي حتى يأتي الأشقر الذي يعلو بعدك و يسكن أرضا عرفت بشمعها ثم في ولده من وجيهتك الذي يحيى حتى يلقاني في يوم حرام وشهر حرام … ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين …..) ثم أنشأنا بعد ذلك قرنا آخرين , وانتقل الشاذلي بعد ذلك إلى شاذلة بتونس فسماه الله الشاذلي ثم نزل أرض مصر و سكن الإسكندرية ومضى إلى ربه في حميثرا في الطريق إلى الحج و أخلف الله بعده صهره الشيخ القطب الغوث المقدس الأشقر أبي العباس المرسي ساكن الإسكندرية عليه السلام وهو زوج السيدة الحرة الوجيهة عريفة الخير بنت الإمام الشاذلي , ولها من السيد المرسي ابن بلغ في الولاية شأوا عظيما ورث بعد أبيه مقام الغوثانية بوعد جده له و تنصيب من صاحب الأمر , وهو السيد أبي المفاخر تقي الدين محمد بن الإمام المرسي و السيدة الوجيهة عريفة بنت المولى الإمام الشاذلي أبو الحسن عليهم السلام , وهو صاحب كتاب ’’ النبذة الكافية ’’ و المعروف ب : ’’ سبط الشاذلي’’ وهو حي يرزق و من المدخرين لحماية أسرار الطريقة الشاذلية المشيشية, التي هي امتداد حق حقيق لخط الأئمة الروحي والعلمي عليهم السلام .
وقد تتعدد المشارب بعد ذلك داخل هذه الطريقة إخفاء وصونا وتسهيلا لانتشارها و أخذ الناس لها , لا كهذا التعدد الطرقي الممزق لجسم الأمة المدخل عليها الحيرة في دينها , فالطريق واحدة و إن تعددت المشارب وليس بعد هذا إلا الظلال , أما الإستمداد من صاحب الأمر روحا فهذا أمر معروف عند أهل الله , وإلا كيف يكون الولي وليا لله وهو لا يعرف الولي الأعظم لله يعسوب الدين , إنما لم يكونوا يصرحوا لكي لا يتهموا بالرفض و يواصلوا المسير في هدوء نائين بالقافلة معاطب الطريق , أما ونحن على مشارف عودة الروح الحق لامجال للمداهنة في توضيح الحق و إزالة تلبيس إبليس) .
السيد العميد الاكبر لاهل البيت عليهم السلام و شيخ الطريقة الشاذلية المشيشية نور الهدى الابراهيمي قدس الله سره