بسمة أمل
عدد المساهمات : 158 تاريخ التسجيل : 05/09/2011
| موضوع: الامام الرضا عليه السلام الأربعاء مارس 14, 2012 9:14 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
اسم الإمام الرضا عليه السلام ونسبة وألقابه وكناه وأحوال أمه
الكريمة وولادته وعمره الشريف اسم الإمام ونسبه عليه السلام :
أسم الإمام الشريف :علي : ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ، وهو أشرف وأنبل نسب في الوجود ، وهو في زمانه : سيد ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله من ابنته فاطمة الزهراء عليها السلام ، وإمام المسلمين وخليفة الله على خلقه وحجته المبين لتعاليمه وسيد البشر وعظيم أهل البيت صلى الله عليهم وسلم .
كنية الإمام الكريمة وألقابه الشريفة : قال كمال الدين ابن طلحة : كنيته : أبو الحســـــن . ألقابه : الرضا ، والصابر ، والرضي ، والوفي ، وأشهرها : الـرضــــا[1] . وكان يقال له : الرضا ، والصادق ، والصابر ، والفاضل ، وقرة أعين المؤمنين ، وغيظ الملحدين[2] . وعن عبد العظيم الحسني ، عن سليمان بن حفص قال : كان موسى بن جعفر عليهما السلام يسمي ولده علياً عليه السلام الرضا ، وكان يقول : ادعوا لي ولدي : الرضا ، وقلت لولدي : الرضا ، وقال لي ولدي : الرضا . وإذا خاطبه قال : يا أبا الحسن[3] . يكنى : أبو الحســـــن ، والخاص : أبو علي . وألقابه: سراج الله ، ونور الهدى ، وقرة عين المؤمنين ، ومكيدة الملحدين ، كفو الملك ، وكافي الخلق ، ورب السرير ، ورءاب التدبير ، والفاضل ، والصابر ، والوفي ، والصديق ، والرضي[4] . قال أحمد البزنطي : وإنما سمي : الرضا ، لأنه كان : رضي لله تعالى في سمائه ، ورضي لرسوله والأئمة عليهم السلام بعده في أرضه ، وقيل : لأنه رضي به المخالف والمؤالف ، وقيل : لأنه رضي به المأمون[5] . أقول : الإمام موسى بن جعفر والده كان يسميه بهذا ويلقبه بالرضا ، وهو اسم لقب له عليه السلام من جده رسول الله صلى الله عليه وسلم كما علمه الله تعالى ، كما سترى في الأحاديث المُعرفة لإمامته ، والتي سيأتي ذكر قسم منها أو راجع أحاديث الإمامة المختصة في تعريف الأئمة بأسمائهم كلهم ، وأنظر الحديث الآتي عن ولده الإمام الجواد ، هذا فضلا عن أنه توجد أحاديث كثيرة مروية عن النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بأن أسماء الأئمة هي أسماء سماهم بها الله تعالى من قبل خلق الخلق ، راجع أحاديث الإسراء والمعراج وأحاديث الإمام العامة ، تجد الكثير منها بأن أسماء الأئمة وألقابهم وكناهم من عهد الله عز وجل لرسوله الأكرم في أسباطه المعصومين وأئمة الدين ، وقد ذكرنا قسم من هذه الأحاديث في صحيفة الإمام علي وصحيفة الإمام الحسين وصحيفة فاطمة الزهراء صلى الله عليهم وسلم فراجع . عن البزنطي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلام : إن قوما من مخالفيكم يزعمون أن أباك إنما سماه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده ؟ فقال عليه السلام : كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سماه بالرضا عليه السلام ، لأنه كان رضي لله عز وجل في سمائه ورضي لرسوله والأئمة بعده صلوات الله عليهم في أرضه . قال : فقلت له : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم السلام رضيّ لله عز وجل ولرسوله والأئمة بعده عليهم السلام ؟ فقال : بلى . فقلت : فلم سمي أبوك عليه السلام من بينهم الرضا ؟ قال : لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم السلام ، فلذلك سمي من بينهم الرضا عليه السلام[6] .
العبرة والعضة في اسم الإمام الرضا وآله الطاهرين : إن أسماء الأئمة المعصومين أحد الأمور التي صار شيعة أهل البيت والموالون لهم يفتخرون بها فجعلوها في قلوبهم وسموا بها أنفسهم وأبناءهم ، وقلما تجد أحد من مواليهم ليس له نصيب فيها سواء في نفسه أو في أبنائه أو آبائه وأخوته وعمومته وأخواله ، فإنهم يتباهون بالتسمية بها ، سواء نفس اسم الإمام أو لقبه فلذا يجعلوه اسما لهم , وبالخصوص لقب الإمام الرضا صار اسماً لملايين الشيعة في كل زمان ومكان ، وهكذا أسماء الألقاب الأخرى له ولباقي المعصومين عليهم السلام . وأسماء ألقاب الإمام : رضا ، صابر ، فاضل ، رضي ، وفي ، وكذا كفو الملك ، وسراج الله وغيرها كما عرفتها أعلاه ، بل حتى كناه تكنى بها شيعته مثله ومثل آبائه الكرام ك أبو الحسن ، وأبو محمد ، وأبو جواد ، وغيرها . وبهذه الأسماء والألقاب الشريفة تأدب الشيعة ، فاحترموا أسماءهم وأسماء ذويهم وخلصت من التنابز بالألقاب المشينة ، ومن الأسماء التي قد تخجل المتسمي بها كمعاوية وكلب وجرو وغيرها ، والتي ينكسر صحبها حين ينادى بها ، وقد توجد في نفسه عُقده قد تجعله يتمرد على الحق وعن العدل والإنصاف . ومسألة التسمي بالأسماء الشريفة الطاهرة خصوصا التي كانت لأئمة المسلمين هي من أرقى آداب الدين ، وهي من الأمور التي تبعث الهمم للإخلاص في العبودية لله كأولياء الدين والأئمة المعصومين أصحابها الأصليين ، والمسألة من أهم المسائل المؤثرة في بناء شخصية المؤمن وتجعله في كل وقت في أدب المعاشرة والاحترام للنفس وللإخوان سواء عند ندائهم أو حين محادثتهم . بل التسمي بأسماء الأئمة عليهم السلام فيها تربية دينية عبادية من أجل بناء الشخصية الدينية والتفكر بتعاليم هدى الله والقرب من ولي الله في الأرض للمتسمي باسمه ، فيشعر محب أهل البيت بفخر كبير بأن له اسماً مثل أسماء أئمة الحق الطيبين الطاهرين ، وبهذا أدبنا ربنا حين طلب منا مودة وحب وطاعة أولياء الدين والإقتداء بهم بكل هداهم وتعاليمهم وبأسمائهم الشريفة المباركة عليهم السلام ، فكانوا يسيرون بالمؤمنين على صراط مستقيم لأحسن هدى ودين قويم حتى النعيم التام الكامل الذي أعده الله لعبادة المؤمنين ، ومن خلال كل شيء لهم حتى أسمائهم الشريفة وألقابهم الكريمة وكناهم الحسنة . وهذا الحب لسمي الاسم للإمام الحق من الصغر يسري في محبي أهل البيت وشيعتهم ، فيحب أن يعرف المتسمي باسم إمام أحوال وأقوال وخصائص الإمام الذي ينتسب له ، وبشوق قوي يوجد له العزم الشديد لطلب المعارف وكل ما يمكن أن يعرفه عن إمامه ، فيحب أن يقرأ عنه ويتعرف على سيرته وسلوكه ، فيفتخر به أمام الملأ في أي شيء يعرفه عنه ، وذلك لأنه باسمه سمي من صغره حتى آخر عمره ، فلذا يتأثر به ويحب الإقتداء به وتشتد العلاقة بينهم ، فيعتبر نفسه أقرب له من غيره ، فيسعى لأن يتعلم منه كل ما يهم دينه وتعاليمه وخلقة الكريم وخصاله الحميدة بقدر الوسع والطاقة ، وكتبنا بعض المعارف عن التسمية بأسماء الأئمة في صحيفة الإمام الحسين عليه السلام من موسوعة صحف الطيبين ، فراجعها لمعرفة أثر الانتساب للأئمة المعصومين عليهم السلام بالاسم وهدى الدين .
أسم أم الإمام الرضا عليهما السلام وبعض أحوالها :
أسماء وألقاب أم الإمام الرضا عليهم السلام : أم الإمام الرضا عليها السلام : أم ولد : يقال لها : سكن النوبية . ويقال : خيزران المرسية . ويقال : نجمة . رواه ميثم . وقال : صقر ، وتسمى : أروى ، أم البنين ، ولما ولدت الرضا سماها الطاهرة[7] . وقال كمال الدين ابن طلحة : وأمه أم ولد تسمى : الخيزران المرسية ، وقيل : شقراء النوبية ، واسمها ، أروى ، وشقراء : لقب لها[8] . وعن علي بن ميثم عن أبيه قال : لما اشترت حميدة أم موسى بن جعفر عليهما السلام أم الرضا عليه السلام : نجمة ، ذكرت حميدة أنها رأت في المنام رسول الله صلى الله عليه واله يقول لها : يا حميدة هيئي نجمة لابنك موسى فإنه سيولد له منها خير أهل الأرض ، فوهبتها له . فلما ولدت له الرضا عليه السلام سماها الطاهرة ، وكانت لها أسماء منها : نجمة ، وأروى ، وسكن ، وسمان، وتكتم ، وهو آخر أساميها . قال علي بن ميثم : سمعت أبي يقول : كانت نجمة بكرا لما اشترتها حميدة[9]. عن الصولي قال : وأمه أم ولد تسمى تكتم عليه استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى عليه السلام[10] .
العبرة والعضة : في أسماء أمهات الأئمة : هذه كانت أهم الأقوال : في اسم أم الإمام الرضا عليهما السلام ، وهي أسماء يفتخر بها المؤمنين والمؤمنات في تسميت بناتهم بمثلها ، وهي كالأسماء التي تُذكر لباقي أمهات الأئمة عليهم السلام ، وللتبرك يسمى بها المؤمنات أو تكون كنية لهن ، وإن غلبت أسماء سيدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام وألقابها على كل اسم ، وإن الاسم الحسن للمؤمنة وللمؤمن من واجب الأب والأم ، وعليهم لأولادهم اختيار الأسماء الحسنة المذكرة بالإيمان وأهله . وتأثر البنات : بأسماء أمهات الأئمة تأثير كبير وعميق علماً وعملاً ، فهن يفتخرن بأسمائهن التي تناسب كل إمام تنتسب لأمه بالاسم ، فتكون أمه كابنها الإمام قدوة وأسوة ، فتحاول من تنتسب لأم إمام أن تكون لها نفس التربية الدينية ، فكما يكون على لمؤمن لانتسابه لاسم الإمام آداب وآثار ، كذلك يكون اسم أمه على المؤمنة التي له نفس اسم أم الإمام ، فتتأدب بآدابها وترعى أولادها وذويها وتصلح سيرتها وسريرتها ، وتعتقد إن لها مهمة كبرى في تعاليم الدين سواء تعلمها أو تعليمها ، بل وتبليغ هداها وتربية أنبائها وكل من تستطيع أن تؤثر عليه ، فتسعى بجد ونشاط لتعلم وتعليم دينها . وهذا الأسماء المباركة الحسنة للأئمة وأمهاتهم وأبناهم وبناتهم : من فضل الله علينا حين معرفتها والتسمي بها ، فإنها لها دور كبير في تعريفنا أئمة الهدى وكل ما يتعلق بسيرتهم ، وذلك لنتسمى بها ونتأثر فنتعرف عليهم ، ثم نسير من خلال معرفتهم لهدى الله الحق وبصراط مستقيم ودين قويم .
أحوال تشرف أم الإمام بأبي الإمام في المدينة المنورة : من الكرامات الإلهية : لأهل الأرض ولكل البشر أن يكون لأكبر طوائفه وقومياته نصيب مباشر أو غير مباشر في نسب أئمة المؤمنين والناس أجمعين ، وحنى يكون لهم علقة ومحبة وقرابة لأهل ولاية الله ودينه ، فأغلب أمهات أئمة الهدى الإلهي كن من قوميات مختلفة وبلاد متباعدة أعدهن الله تعالى لأن يكن أمهات لخير أهل الأرض وسادت العباد . فبعضهن : من المشرق من فارس والأخرى من المغرب من بلاد النوبة وأخرى من الروم وهكذا ، وإن كان الإمام عليه السلام من نسل رسول الله صلى الله عليه وآله حيث جعل الله الإمامة في ذرية بعضها من بعض ، ولكن أمهاتهم عليهم السلام من بلاد مختلفة ، وهذه من حكمة الله في تأليف قلوب عباده وجذبهم للتعلق بأئمة الهدى لدينه الحق . وإليك يا طيب : هذه قصة جميلة لمعرفة مجيء أم الإمام الرضا للمدينة ، وكيف هيئها الله تعالى لكي تكون أم لإمام الحق وسيد من سادت العباد وقدوة وأسوة لكل البشر ، فكانت مثله في كثير من خصائصها في الكرامة والفضل ، حتى كان أسمها فضلا عن سيرتها قدوة وأسوة للمؤمنات الطيبات المحبين لنبي الرحمة وآله الطيبين الطاهرين ، فيقتدين بدينها وبسيرتها وبأسمائها الحسنة . عن هشام بن أحمد قال : قال أبو الحسن الأول عليه السلام : هل علمت أحدا من أهل المغرب قدم ؟ قلت : لا . قال : بلى قد قدم رجل ، فانطلق بنا إليه ، فركب وركبنا معه حتى انتهينا إلى الرجل ، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق ، فقال له : اعرض علينا ، فعرض علينا تسع جوار ، كل ذلك يقول أبو الحسن عليه السلام : لا حاجة لي فيها ، ثم قال له : اعرض علينا ، قال : ما عندي شيء . فقال : بلى اعرض علينا . قال : لا والله ما عندي إلا جارية مريضة . فقال له : ما عليك أن تعرضها ؟ فأبى عليه ثم انصرف ، ثم إنه أرسلني من الغد إليه ، فقال لي : قل له : كم غايتك فيها ، فإذا قال : كذا وكذا ، فقل : قد أخذتها . فأتيته فقال : ما أريد أن أنقصها من كذا وكذا ، قلت : قد أخذتها وهو لك . فقال : هي لك ، ولكن من الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ فقلت : رجل من بني هاشم . فقال : من أي بني هاشم ؟ فقلت : من نقبائهم . فقال : أريد أكثر من ذلك ، فقلت : ما عندي أكثر من هذا . فقال : أخبرك عن هذه الوصيفة أني اشتريتها من أقصى المغرب . فلقيتني امرأة من أهل الكتاب ، فقالت : ما هذه الوصيفة معك ؟ فقلت : اشتريتها لنفسي . فقالت : ما ينبغي أن تكون هذه الوصيفة عند مثلك ، إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض ، فلا تلبث عنده إلا قليلا حتى تلد منه غلاما يدين له شرق الأرض وغربها . قال : فأتيته بها فلم تلبث عنده إلا قليلاً حتى ولدت عليا عليه السلام[11] . عن أبي هارون أنه قال : لما أبتاعها ( أي تكتم ) جمع ـ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام أب الإمام الرضا ـ قوماً من أصحابه ، ثم قال : والله ما اشتريت هذه الأمة إلا بأمر الله ووحيه . فسُئل عن ذلك ؟ فقال : بينما أنا نائم إذ أتاني جدي وأبي ومعهما شقة حرير فنشرتها ، فإذا قميص وفيه صورة هذه الجارية . فقال : يا موسى ليكونن من هذه الجارية خير أهل الأرض بعدك ، ثم أمرني إذا ولدته أن أسميه علياً ، وقالا لي : إن الله تعالى يظهر به العدل والرأفة طوبى لمن صدّقه وويل لمن عاداه وجحده وعاداه[12] . أقول : من المسلم إن الأحاديث السابقة تعرفنا عناية الله ورسوله بأم الإمام ومعرفة خصائصها النفسية حتى ساقها الله للمدينة المنورة لتتشرف بالإمام موسى بن جعفر ، فتكون له زوجة صالحة فتلد الإمام الرضا عليه السلام ، ولهذا كانت له عناية بشرائها حسب ما عرفت من الأحاديث ، وهذا حديث أخر يعرفنا كيف وضع الإمام زوجة المستقبل عند أمه الفاضلة حميدة المصفاة زوجة الإمام الصادق المعروف فضلها وكرامتها على الإمام وعند كل من عاصرها حتى سرى في التأريخ ، فإنها كانت تقوم بكثير من مهام الإمام وتروي عنه كثير من الخصال والمكارم ومعارف الدين ، كما يروى عنها وفي فضلها الكثير . ولذا الإمام ابنها موسى بن جعفر : لما شرى زوجة المستقبل : نجمة أم الإمام الرضا وضعها عند أمه لتعتني بها ، وتهتم بتربيها وتأدبها بكل تعاليم الدين ، حتى تتهيأ لتكون زوجة لإمام ، ومعدة بأحسن ما يمكن من آداب الدين وهداه الحق ، والتي سترى بعضها في الحديث الآتي فتكون أم لإمام حق يُعلم البشر كل هدى الله ويكون خليفة الله المعرف لتعاليمه . ولذا بعد أن عرفت حميدة : أم الإمام موسى بن جعفر صلاح نجمة أم الإمام الرضا وكمالها وما صارت عليه من الفضل ، أخبرت الإمام بأنها معدة للزواج لتلد ولي الله ، ولذا صارت مختص بها وكانت قوية العلاقة بينهما ، حتى حَسِب الراوي في الرواية الآتية أو في غيرها أنها هي التي اشترتها وربتها لأبنها دون الإمام نفسه . ويمكن الجمع بين الأحاديث : بأن الإمام عليه السلام هو الذي اشترها بأمر الله تعالى ، ثم أهادها لأمه لتختص بها وتعدها لأمر مهم بأن تكون زوجة إمام وأم لإمام ، فتعلمها بكل ما يعدها لهذا الشأن وكل ما يهيئها لهذا الشرف ، ثم لما عرفت صلاحها وقوتها على تحمل هذا الشأن العظيم أخبرت الإمام بذلك وأهدته له بدورها مع كل كمال ممكن من الإخلاص لله ورسوله ولوي دينه . وفي الحديث الآتي : بيان جميل لبعض خصائصهما الكريمة والمعارف القيمة في عبادتها وحسن خلقها وصدقها وحسن صفاتها ، كما و يعرفنا الحديث شدة العلاقة بين أمين لإمامين وزوجتين لإمامين وفضلهن عليهن السلام . عن الصولي عن عون بن محمد الكندي قال : سمعت أبا الحسن علي بن ميثم يقول : ما رأيت أحدا قط أعرف بأمر الأئمة عليهم السلام وأخبارهم ومناكحهم منه . قال : اشترت حميدة المصفاة وهي أم أبي الحسن موسى بن جعفر وكانت من أشراف العجم ، جارية مولدة واسمها تكتم ، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالا لها . فقالت لابنها موسى عليه السلام : يا بني إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ، ولست أشك أن الله تعالى سيطهر نسلها إن كان لها نسل ، وقد وهبتها لك فاستوص بها خيرا ، فلما ولدت له الرضا عليه السلام سماها الطاهرة . قال : فكان الرضا عليه السلام يرتضع كثيرا وكان تام الخلق ، فقالت : أعينوني بمرضعة ، فقيل لها : أنقص الدر ؟ فقالت : لا أكذب ، والله ما نقص ، ولكن علي ورد من صلاتي وتسبيحي وقد نقص منذ ولدت . قال الحاكم أبو علي : قال الصولي : والدليل على أن اسمها تكتم ، قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلام : ألا إن خير الناس نفسا ووالدا ـــ ـــ ورهطا وأجدادا علي المعظم أتـتـنــا بـه للعـلم والحلـم ثامنا ـــ ـــ إمامــا يـــؤدي حجة الله تكتم وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم أبي إبراهيم بن العباس ، ولم أروه له وما لم يقع لي رواية وسماعا فإني لا أحققه ولا أبطله ، بل الذي لا أشك فيه أنه لعم أبي إبراهيم بن العباس : كفى بفعال امرئ عالم ــ ــ على أهله عادلاً شاهدا أرى لهم طارفا مونقا ــ ــ ولا يشبه الطارف التالدا يمن عليكم بأموالــكم ــ ــ وتعطون من مائة واحدا فلا يحمد الله مسـتبصر ــ ــ يكـون لاعدائكم حامدا فضلت قسيمك في قعدد ــ ــ كما فضل الوالد الوالدا قال الصولي : وجدت هذه الآبيات بخط أبي على ظهر دفتر له يقول فيه : أنشدني أخي لعمه في علي يعني الرضا عليه السلام تعليق متوق ، فنظرت فإذا هو بقسيمه في القعدد المأمون ، لان عبد المطلب هو الثامن من آبائهما جميعا ، وتكتم من أسماء نساء العرب قد جاءت في الأشعار كثيرا منها في شعر : طاف الخيالان فهاجا سقما ــ ــ خيال تكنى وخيال تكتما قال الصولي : وكانت لإبراهيم بن العباس الصولي عم أبي في الرضا عليه السلام مدائح كثيرة أظهرها ثم اضطر إلى أن سترها ، وتتبعها فأخذها من كل مكان . وقد روى قوم إن أم الرضا عليه السلام تسمى سكن النوبية ، وسميت نجمة ، وسميت سمان ، وتكنى : أم البنين [13]. | |
|