من هي المرأة الكاملة ... ؟
انني اتحدث عن امرأة خلقها الله كما تشاء !!
خلقت مبرءأ من كل عيب .. كأنك قد خلقت كما تشاء ... نعم هي تلك ..
سأسوق مثالا .. احبه واعشقه ... ومنه نستطيع ان نستنتج ... كيف يجب ان تكون المرأة ...
تتعدد نظريات البشر حول مسيرة تكاملهم ... بعضهم يراها في الاستقلالية ... والفردية .. كما في النظام الرأسمالي .. ويراها البعض في ان يلحد والعياذ بالله ... ولكن ... في رأيي باعتباري انتمي لمدرسة اهل البيت وال محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... اراها ... في بعد اخر ...
ثم يريد البعض ان ينتصر للمرأة ... وينصفها .. وهذا خير .. من لايريده ؟ انه هدف من السمو والنبل بمكانة ...
في رأيي .. وانا اريد لكل النساء ... ان يحصلن على اعلى الشهادات ... وان يقدن الحياة ... فكرت كثيرا .. من هي المرأة الكاملة ...... كيف يكون مزاجها .. كيف تعيش حياتها .. كيف تؤثر على من يعيش حولها .. اي كيف تقود الحياة ..
وبالطبع لن احتاج الى كتابة كود بأحدى لغات الكومبيوتر ... ولست بحاجة الى كتابة بحث في الدكتوراه ... لأعرف ذلك .. ولن استفتي احدا ... لأنني افتيت عقلي وقلبي معا ... ووقع اختياري على السيدة زينب بنت علي عليها السلام ... بعد امها عليها السلام ... امها معصومة خلقها الله نموذجا لكل البشر ...
ابتداءا ... ابنة من ؟ امها السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ... سيدة نساء العالمين ... عصمها الله من كل زلل ... وهي بعد امها ... مثلت المرأة الكاملة ... لمن تريد ان تقتدي بالمعصوم ...
يخلق الله المعصومين من الزلل .. لغرض واحد ... ان تكون هنالك شخصية للانسان الكامل الذي يملك العقل والعاطفة معا ... لكنها مثلنا تعيش الحياة ... وتختار في كل امورها ... ثم تنتصر ... وتسير على طريق التكامل ... قد تتعرض للظلم ... في سبيل طريق تكاملها ... ولكنها تعلم ان الله يرى ... فتفوز بذلك حتى على الملائكة الذين يملكون العقل فقط ...
الانسان تتضح شخصيته في ساعة الامتحان عادة ... ساعة الاختبار ... وأمها الزهراء ممتحنة ... وهي الاخرى ممتحنة عليها السلام ...
وقد نالت السيدة زينب عليها السلام ... من المجد والمدح .. ومن كلمات الاعجاب والثناء ... من العقلاء .. من كل النحل والملل ... ما لست بحاجة الى ذكره ... حتى احدى نساء البرلمان العراقي وهي امرأة علمانية ... اضافت الى نفسها هي يوما ..شيئا من الاحترام والتقدير في رأيي .. يوم ذكرت بطولة السيدة زينب عليها السلام ... في واقعة كربلا ...
اذا تكلمت كانت كأنها تنطق عن لسان ابيها علي ابن ابي طالب ... وهي امرأة لم ير حتى ظل شخصها ... فأين من يدعي ان الكمال محجوب عن المحجبات ... هذه امرأة لم ير احدا ظل شخصها ... لكنها من اجل العقيدة وماتؤمن به ... وكل منا يذهب كل مذهب في سبيل ما يؤمن به ... ولكن انظر الى عظمة ماتملك ... ذهبت في موكب السبي .. منتصرة ...
اما كيف تكلم امرأة خصمها وعدوها في بيته .. فحدث ولاحرج ... هكذا تخاطبه .. انني لاستحقر قدرك ... واستعظم توبيخك ... فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك ...فوالله لن تميت وحينا ...
يالله لهذه الكلمات ...
امرأة تحدت اقوى موقف مر او لم يمر على عقل بشر ... موقف لم تر له البشرية نظيرا ... ماذا فعلت ... وكيف كانت الشجاعة ... وكيف كان البأس ... ليس بأس الرجال ... بل ارتهم كيف تكون المرأة ... جزءا من آية .. من المؤمنين رجال ... وهذه الكلمة وردت في اللغة العربية ... من خلال قرآنها ... لتبين ... مكانة النساء ... حين تنتفي الفوارق الجندرية ... لو ان المرأة تم تربيتها ... بتلك الطريقة المثالية ... التي ربيت فيها السيدة زينب عليها السلام ... لكانت النساء رجالا على الدوام ...
بل وانقذت الامامة من الموت ... لقد انقذت زين العابدين من موت محقق ... وهي التي قادت مرحلة الامامة ... ووصاية الانبياء ... في مرحلة انتقالية ... كان فيها المعصوم .. غير قادر .... على اداء الدور المنوط به بسبب تقييده واعداده للقتل ... بل قد سيق في الاسر كما سيقت النساء .. ولاينقص ذلك من قدره عليه السلام شيئا ..
ان واقعة الطف .. وماجرى على اشرف الخلق ... بل من خلق الله الدنيا لاجلهم ... انما هي الاستثناء الوحيد في تاريخ البشرية ... الذي يذبح فيه الناس بهذا الشكل المريع ... لقد قتل الناس في الحروب العالمية وغيرها ... لكن ليس بالضراوة والبشاعة التي حدثت فيها تلك الواقعة ... واي انسان يخرج منها ... انما يخرج بجرح عميق ... لايستطيع ان يؤدي دوره بعدها بالشكل المطلوب ... لكن دور تلك السيدة عليها السلام ... كان هو الاستثناء الاخر ... رغم ان سلوك آل محمد هو ليس للضرورة وليس للاستثناء ... بل هو مايجب ان يكون ... ولكني اكيدة ... ان ماقامت به لاتقوم به الا المرأة الكاملة ....
امرأة كان لها من مقومات الشخصية ما ينهي وجود الطغاة ... امرأة تنتصر بالكلمات ... لاتحمل سيفا .. وفي موقف كاد ان يموت فيه كل من بقي ... انقذت هي كل من قد بقي ....
ولننظر الى سيرتها الاولى ... انها ابتدأت محجبة مخدرة ... لايرى الناس حتى ظلها ... بل تحكي الروايات ان يوم العيد .. تتوسل فيه النساء ... ان يرينها ... او يهنئنها او يسلمن عليها ... كانت من المكانة الشامخة .. بحيث تزورها النساء ولايرينها ... كي لايصفنها .. للغير .... ومع ذلك ... لم يؤثر ذلك على سمو نفسها ... فالحجاب ليس حجبا للمرأة عن ارض الواقع ... بدليل انها هي التي خرجت لارض الواقع ... بتلك البطولة التي كتب عنها الكتاب والشعراء ... ولازالت ممجدة الى يوم يبعثون ...
وفي هذا دحض تام لمقولة ان الحجاب كبت ... او ان الخدر والعفاف كبت ... بل هو صون ... تحتاجه المرأة التي هي بطبيعتها البشرية ... وليس تحت ضغط اي عامل من عوامل الجندر ... أو الفرض الاجتماعي ... تحتاج الى الصون .. مثل حاجتها ... الى ان تخرج .. وتتعلم ... ولانقول ... الكبت .... بمعنى الانعزال عن واقع الحياة ...
ان اكثر مايؤذي شخص المرأة وكيانها ... هو ان يتعرض لها القاصي والداني ... كأنها دمية تباع وتشترى ... بل بات البعض اليوم ....يبيع ويشتري باسم النساء وحقوق المرأة ...
هذه هي المرأة التي عرفتها ... مذ كنت طفلة ... هذه هي المرأة التي اعرف انها تكاملت ... وقد خرجت ... بكل سموها ... من ذلك الخدر ... وذلك الحجاب ... وهي سيدة المخدرات والمحجبات ... وانظر الى موقفها .... لم ار مثله لدى الرجال الرجال ...
هكذا هي القيمة التي نبحث عنها ... ونريدها .. في شخصياتنا وفي كياننا ... نريد سؤددا ... وعنفوانا ... ومجدا ... نريد كرامة ... وعلما ... لانريد التبذل بأي حال من الاحوال ...
وليس لكي تعطيني كرسيا في الحكم ... او مكانة في عالم السياسة وصنع القرار ... تساومني على حقي في ما البسه ... ثم ان حريتنا في مانلبسه ... ومانعتقده ... هي حرية مطلقة ... لم تمنع المرأة يوما من انت تسمو في طريق تكاملها ... ولم ار مثالا اخر .. ابهرني في حياتي .. او علمت من خلاله معنى الكمال ...
وقد لا أكون قد وضحت بالتفصيل العديد من ملامح شخصيتها .... ولكن المثل الذي نضربه في حياتنا دوما كنساء عراقيات .. هو اننا نقول ... وماذا فعلت زينب ... جبل الصبر... فكأنها ذلك السر الذي تختزنه نفوسنا ... نأوي اليه كلما واجهنا المواقف التي تمتلأ بها الحياة ... فنقول .. لو ان زينب كانت هنا وفي موقف كهذا ... ماذا كانت صنعت ؟
ان القيم التي يختزنها شخصها ... جديرة بأن تتخذها كل النساء نموذجا للحياة .. بل اسئلي نفسك ... متى داهمك اي اختبار في الحياة ... كيف تصرفت هي في اعتى المواقف التي لم يواجهها اي من الناس ... وكيف فعلت ... وكيف صنعت الحياة ... الخالدة الابدية ... لازال الملائك المقربون انفسهم .. يحضرون مشهدها .. ويستغفرون لمن في الارض ... بل يتلمسون من معينها ... الثر .... معنى لحياتهم هم انفسهم ...
امنة محمد باقر