بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما
قال الله تعالى جل جلاله : ’’ هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذكر أولو الألباب ’’ .
في البدء كانت كلمة , تلوتها ورتلتها , جهدت شهد الله أن تخاطب قلب سالك يطير على جناحي شوقه تحذوه ولاية الأطهار وتغذوه هداية الجبار ليصير من قوم أخيار , لقد أخبر الله ورسوله وأئمة الهدى عليهم السلام بما كان وبما هو كائن , بعضه قد مر وبعضه يمر مر السحاب صنع الذي أتقن كل شيء .
أيها العاشقون الموالون المحبون , سأكرر على مسامعكم بعضا من فصول هذا الزمن وبعضا من تقاسيمه وقسماته , لعله يكون شفاء لما في الصدور ورحمة وهدى لقوم يومنون .
أنتم ونحن ومنذ دورة زحل الأخيرة , تزاحمت على مسارح الأعوام أقوام , وفتن ماجت وهاجت وأخرى تموج موج البحر , هي نتائج لمقدمات وهي سياسات لازال أوارها قائما وفعلها ماثلا , حتى إذا جاء وعد الآخرة , وجاءت معه المعجزات والكرامات , وتبادر جمع الحاقدين المتوارث يريك الجنة نارا والنار جنة , وانبرى الناس يطلبون الحق من الحق , وجاءت سنة العاشر وأردفها الحادي عشر قرن تلو قرن , وعلى أعتاب ’’ إنا مكنا له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ’’ , تسابق جمع الحاقدين مجددا في حركته الأخيرة اليائسة , وهرج ومرج وقتل لا لشيء ولا على شيء في بلاد المشرق , وادعى الإمامة زورا وجهلا كثير من بني الأشراف , وكثر المدعون , واختلط الحابل بالنابل إلا عن فئة مؤيدة منصورة لا تضرها ولا تقرب ساحتها فتنة ما دامت السماوات والأرض , واختلفت قلوب المسلمين , وكفر الناس بعضهم بعضا وسار الدين يلاك على ألسنة السفهاء , وظهرت المارقة بالشام وتجاهر أهلها بالعداء , وتخاصمت الشيعة فيما بينها حتى تفل بعضهم في وجوه بعض , وظهرت الدعاوي القديمة والأحقاد الدفينة , وتهارش أشباه الرجال كل ينزوي على ما لا يحل له ,و صار الدين غريبا والحق كريها , والعفاف ناذر قليل , والبركة مرتفعة إلا عن صاحبها , وفاض المال وقل , وآمن الناس في الصباح وكفروا بالليل , وتطاول الحفاة العراة رعاء الشاء في البنيان و صرف المال في الحرام ومنع في الحلال , وحكم النساء و أشرار بني صهيون في أيام قليل عددها كثير شرها , وتسارع زمانهم لينقضي سريعا كأنه لم يكن , وأمارة ذلك , حكم الخصيان والنسوان مع مارقة الروم عنذ طلوع قرن الشيطان من نجد لأرض الحجاز , ويقبل بعدها النجم الثاقب كالشهاب تطلبه أيام مجده ونصرة جده و تتويج فضل ربه العلي الأعلى , ذاك القديم المتجدد , المؤمل المنتظر , الأمين الصادق , الذي له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم , يقبل فيبعث فجأة وسط الظلام فينير حوالكه ويضيىء جنباته , يحيي أمة الإسلام ويبعثها من جديد يبلغ ملكه مشارق الأرض ومغاربها , غريب الأطوار فتى الأقدار ذاك الذي يبني بمصر منبرا , والذي يهدم عاصمة الحقد التاريخي حجرا حجرا و الذي يخرج الصهاينة ’’ المدعون زورا أنهم فرسان المعبد ’’ من كل كور العرب , إذا رأيتموه فأتوه ولو حبوا على الثلج , يومها ستكتسي ببياض ثلجه سهول ووديان و قمم و أراض قلما يزورها ’’ الملك الثلج ’’ , يقبل يقفو أثر جده المصطفى صلى الله عليه وآله لا يخطىء , عليه عباءتان قطوانيتان , تحسبه من رجال بني إسرائيل , لكنه عربي محمدي أصيل , يأتي في أيام معلومات وسنين معدودات إن أسرع فخمس وإن أبطأ فتسع وإن توسط فسبع , وفي العاشر ناشر وفي الحادي عشر زوال الشر من مصر وعدوان على بشر , وبينهما أمور مشتبهات فمن تمسك بالعروة الوثقى وعمل بالتقوى و لازم باب المولى عصم من شر ما يظهر ويخفى من عمل الشيطان الرجيم وأعوانه , و في الثاني عشر ’’ ثاني عشر ’’ رحمة للمومنين وعذاب على الكافرين , فرج وفرح ونصر مبين , وفيها أحداث الحجاز و الجزيرة , واصطفاف الرايات , واختلاف أهل الشام على ثلاث منها , وحصار مصر و قلة ماء النيل , وهرج ومرج في بلاد المغرب الأقصى , وبعدها ظهور ’’ المحمدي ’’ بها و أخذه الأندلس سلما , وجوازه بتاج الملك إليها في البر والبحر والهواء , و يردها إلى كنفه وينشر فيها علم ربه , ويفرح به أهل العدوتين وتتسابق إلى ولايته , ويعم الرخاء ما وطئته قدميه , يتمنى أهل المشرق لو كان عليهم سلطانا لما يرونه من عدله وقسطه , تنحني أمام هيبته حكام أوربا وتخطب وده وتخشى من غضبه, ويتفاخر أهل العدوتين به على سائر الدول , أثنائها تحرض كنيسة ’’ لاودكيه ’’ على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم , تتداخل الأحداث على إثر ذلك وتتوحد القبائل والرايات تحت راية ’’ المحمدي الأصيل ’’ من قرطبة إلى طنجة إلى برقة إلى مصر والسودان إلى سيناء إلى الحجاز , يكون الشام تحت إمرة خبيث مشؤوم من نسل السفيانيين , وتكون الحجاز مضطربة ويقع خسف بالبيداء و ينتشر الرعب في الأرض خاصة في صفوف معسكر ’’ لاودكيه ’’ لقد ظهر ذاك الذي هو حقا القائم من آل النبي الخاتم , لقد ظهر من جديد ذاك الشيخ الشاب عند أستار الكعبة , لقد تحلقت حوله عدة قليلة العدد كثيرة المدد , كل العالم صار يعرفهم , إنهم من أزمان و بقاع وأجناس مختلفة لكن لباسهم واحد و سحنتهم واحدة , هم خير أهل الأرض والسماء مع خير أهل الأرض والسماء , يا اللروعة ....يلا جلال المشهد ,خبر عاجل , ورد الآن , كل قنوات وفضائيات العالم تنقل كلماته , لقد كان الكون كله ينصت إليه وكأنه معه في بيته في مكتبه في سيارته , حتى لو تدثرت في سابع أرض فستسمع صوته و تفهم قوله بلغتك .....يلاه من تألق , الزمان المكان الوقت الناس الرجل الكلام كل ذلك مجتمعا يشكل معجزة بكل المقاييس , توقف العالم فجأة لينصت له , بكل بلياراته من الجن والإنس والبشر والملائكة وكل المخلوقات حتى الحيتان في البحر , حتى الطيور في السماء ......إنه بن سيد الخلق جميعا , إنه خليفة الله الأعظم , إنه بن فاطمة الزهراء , إنه بن أمير المومنين علي بن أبي طالب سيد الوصيين ....على شاشات الدنيا كلها تتراءى صورة رجل عليه هالة من نور عند باب الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في مكة في الحجاز حيث نزل الوحي أول مرة , يده اليمنى مرتفعة وسبابة يمناه تشير وفمه ينطق والرؤوس حوله مصخية , والأعناق من بعيد تتطاول لترى وتسمع , وصوته الهادر الفريد يعلن : ....قيام دولة العدل الإلهي المنتظرة وعودة الصديقين والربانيين بركبه الشريف , ويعلن أنه بقية الله ووعد الله للمستضعفين في الأرض ’’ بقية الله خير لكم إن كنتم مومنين ’’ ,عيون المحبين والمنتظرين باكية مدهوشة , والناس كلها حديث عنه , وتعيد القنوات كلها حتى المعادية منها رغم أنفها , كلمته , يدققون , يناقشون , بينما هم كذلك , تتوراد أخبار مقدمه إلى الكوفة ومن ثم إلى الشام إلى بيت المقدس , ......هنا أقف لأسدل السجف على مستقبل مشرق ينتظر هذه الأمة الإسلامية , رفعنا لكم الستار عن مشاهد من معالم الزمن القادم بإذن الله , زمان قريب جدا , حتى تحيى قلوبكم من جديد ويشتد عودها ولا يفت في عضدها شيء , يا عباد الله فاثبتوا , فإنه من يصبر منكم فإنه سيلقى صاحب هذا الركب ليشهد الدنيا كل الدنيا عصرها الذهبي عصر المهدي من آل سيدنا محمد صلى الله عليه وآله , هذا العصر آت لا ريب فيه ,وكل مسخر ليتم الله نوره ولو كره الكافرون , وإنه دائما نحن قوم شمسنا لا تغيب وفارسنا لا ينهزم ودعوتنا لا ترد وعلمنا لا ينضب وحليمنا لا يغضب ....
تحياتي الخالصة لكم دوما يا من تحنون بشوق إلى طلعة المختار القادم من نسل الحسين عليهما السلام.
وكتبه ليلة الجمعة العاشر من ربيع النبوي لعام 1433ه الموافق للثالث من فبراير 2012 م
’’ نور الهدى الإبراهيمي الأندلسي الشاذلي ’’كان الله له وغفر له .
------------------------------------------
تم النشر بعد الإذن من سماحته وبأمر من نائب مدير عام المكاتب
بواسطة فريد الدين أوزجي أوغلو
من لجنة النشر
بمكتب سماحة السيد العميد الأكبر
إسطنبول -تركيا.